عن الدورية

         هذه المجلّة، مجلّة "الدراسات الأدبيّة" هي وليدة منبر اللغة الفارسيّة وآدابها في الجامعة اللبنانيّة، الذي تأسّس في بداية العام الجامعيّ 1956-1957م، من ضمن برنامج التعاون العلميّ بين جامعة طهران والجامعة اللبنانيّة، وتولّى الدكتور محمّد محمّدي أستاذُ الأدب العربيّ في جامعة طهران رئاسةَ هذا القسم، فضلًا عن تدريس اللغة الفارسيّة لطلّاب الأدب العربيّ والتاريخ فيها. بعد ثلاث سنوات، أصدرَ منبرُ اللغة الفارسيّة مجلّةَ "الدراسات الأدبيّة"، وجاء في افتتاحيّة العدد الأوّل بقلم رئيس التحرير الأستاذ الدكتور محمّد محمّدي، أنّ الهدف من إنشاء هذه المجلّة باللغتَين العربيّة والفارسيّة أن تكون واسطةً للتعارف ولتبادل المعلومات بين علماء اللغتَين.

بنتِ المجلّةُ جسرَ تواصلٍ بين العرب والإيرانيّين وفتحتِ الأبواب وشرّعتها لدراسة التأثّر والتأثير المتبادلَين بين اللغة العربيّة وآدابها واللغةِ الفارسيّة وآدابها، وحدود تعاونهما وتلاقحهما قديمًا وحديثًا، ودراسة الآثار الأدبيّة والفكريّة والفنيّة التي كانت نتيجة ذلك التعاون والتلاقح في كلٍّ منهما...

في نهاية العام 1967م، ساءت العلاقاتُ بين إيران ولبنان، وعاد الدكتور محمّدي إلى إيران، وتوقّفتِ المجلّة عن الصدور.

حين بدأ الدكتور محمّدي تدريسَ اللغة الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة، كان من بين تلاميذه طالبان في قسم اللغة العربيّة هما أحمد لواساني الإيرانيّ الذي انتقل إلى لبنان وهو في العاشرة من  عمره مع والده العلّامة السيّد حسن لواساني، وفيكتور الكك، الذي أوفده  قسمُ اللغة الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة  في العام 1960م  للتخصّص في اللغة الفارسيّة وآدابها في جامعة طهران...

في العام 1968م، كان الأستاذان الدكتور أحمد لواساني والدكتور فيكتور الكك، يدرّسان اللغةَ الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة لطلّاب الأدب العربيّ والتاريخ والآثار، وكنتُ أنا الطالبةُ في قسم اللغة العربيّة وآدابها من بين تلاميذ الدكتور أحمد لواساني، الذي تولّى إدارة قسم اللغة الفارسيّة بعد سفر الدكتور محمّدي، لكنّه لم يتمكّن من إصدار  المجلّة  بسبب توقّف الدعم المالي بعد قطع العلاقات بين البلدين، ثمّ بسبب اندلاع الحرب الأهليّة في لبنان…

بعد  انتصار الثورة في إيران وقيام الجمهوريّة الإسلاميّة، سعى الدكتور لواساني والدكتور الكك جاهدَين لإعادة إحياء مجلّة الدراسات الأدبيّة. وفي العام 2000م، عادتِ المجلّة إلى الصدور برئاسة الدكتور فيكتور الكك، ودعمِ المستشاريّة الثقافيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.

في العام 2004م، أُنشئ قسم اللغة الفارسيّة وآدابها في الجامعة اللبنانيّة، في الفرع الأوّل في بيروت، بناءً على وثيقة تعاون بين الجامعة اللبنانيّة ممثّلةً بالعميد الأستاذ الدكتور خليل أبو جهجة، وجامعة مشهد ممثّلةً بالدكتور إحسان قبول، واستمرّ صدور المجلّة بدعم من الجامعتَين والمستشاريّة الثقافيّة الإيرانيّة إلى منتصف العام 2016م، وبعد وفاة رئيس التحرير الأستاذ الدكتور فيكتور الكك في آذار من العام 2017م أصدرتها جامعة مشهد إلكترونيًّا حتّى العدد مئة، وها نحن اليوم بدعم من الجامعتَين ومن المستشاريّة الثقافيّة للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران ممثّلةً بالدكتور عبّاس خامه يار، نُصدرُ العددَ الأوّل بعد المئة، لتعودَ مجلّة "الدراسات الأدبيّة" إلى الساحة الثقافيّة مرجِعًا أدبيًّا وفكريًّا للباحثين المعنيّين بدراسة التأثّر والتأثير المتبادلَين بين اللغة الفارسيّة وآدابِها واللغةِ العربيّةِ وآدابها، من خلال دراسات تدور على محاور الأدب المقارن، تتناول التفاعل بين الثقافتَين العربيّة والفارسيّة وبينهما وبين الآداب العالميّة...